روائع مختارة | روضة الدعاة | استراحة الدعاة | علماؤنا.. تحتَ مطارقِ الرَّفضِ والبُغض

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > استراحة الدعاة > علماؤنا.. تحتَ مطارقِ الرَّفضِ والبُغض


  علماؤنا.. تحتَ مطارقِ الرَّفضِ والبُغض
     عدد مرات المشاهدة: 2322        عدد مرات الإرسال: 0

إنَّ تشويهَ القضاءِ وانتقاصَ مقامِ العلماءِ يحملُ في طياتِه موقفًا سلبيًّا منْ الدَّولة، فالقضاءُ المستقلُ سرُّ تماسكِ أيِّ بلد، والعلماءُ خيرُ مَنْ يُستدفعُ بهم شرُّ الجفاةِ والغلاة...

دعونا نحصي العلماءَ الذينَ تعرَّضوا لهجماتِ الرَّوافضِ أو الصَّحافة، ستبرزُ لنا أسماءُ عددٍ منْ العلماءِ والمشايخِ والدُّعاة؛ منهم مَنْ قضى ستينَ عامًا في خدمةِ الدِّينِ ونفعِ البلادِ والعباد، وفيهم قضاةٌ كبارٌ لمثلهم حرمةٌ ومكانةٌ في أكثرِ الأمم، وعلماءُ يتمنىّ المسلمونَ وجودَهم في بلدانِهم المحرومةِ منْ بركةِ العلمِ وخيريةِ الاحتساب، وصدقَ العربُ إذْ قالوا: أزهدُ النَّاسِ في عالمٍ أهلُه!

ويتجدَّدُ الهجومُ الصَّحفيُ الماكرُ على الشَّيخِ محمَّدِ المنَّجد، ويتزامنُ معه التَّحالفُ الشيعي- الليبرالي على الشَّيخِ محمَّدِ العريفي، ولا غرابةَ في استهدافِ علماءِ المسلمينَ منْ قبلِ الشيعة؛ لأنَّهم لمْ يوقِّروا خيرَ القرونِ وأحبَّ النَّاسِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولا عجبَ منْ كيدِ الصَّحافةِ لعلمائِنا ومشايخنا؛ لأنَّهم لمْ يحافظوا على أمانةِ الانتسابِ للسُّعوديةِ كبلدٍ مسلمٍ سُنّيٍ سلفيٍ لا يزالُ الرِّباطُ الوثيقُ بينَ العلمِ والسياسةِ محفورًا في ذاكرةِ كبارِه ومعروفًا لدى الأجيالِ الجديدة.

ولأنَّ التسليمَ بتشابهِ غالبِ الفريقينِ في استهدافِ العلماءِ مقرَّرٌ لدي، فلا جدوى منْ إلقاءِ اللومِ على أيِّ طرفٍ منهم، لكنْ لنتأملْ ونتساءل:

• ما هوَ موقفُ شيعةِ العراقِ والخليجِ من إيرانَ وتهديداتِها؟ وأينَ شيعةُ السُّعوديةِ منْ العدوانِ الحوثي؟ وما قيمةُ الأوطانِ لدى هؤلاء؟ وإلامَ ينصرفُ ولاؤهم؟

• أمنْ الحكمةِ أنْ تتواطأ صحفُ الخليجِ ضدَّ الشَّيخِ العريفي معْ أخطرِ عدوٍ في المنطقة؟ وأينَ الحسُ الوطني؟ ولمَ تخنسُ الصَّحافةُ حينَ يجرمُ الرَّوافض؟

• لنْ أسألَ عنْ رأي شيعةِ الخليجِ وصُّحفِه في سبِّ الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم، لكنيّ أسألُ شيعتَنا وصحافتَنا عنْ غضبتِهم الغائبةِ منْ شتائمِ آياتِ الشيعةِ لبلادِنا وولاتِنا وعلمائِنا؟ وأينَ هم منْ دعواتِ الانفصالِ والتَّأليبِ والتَّخريب؟

ولمْ تدفعْ الحكوماتُ عنْ العلماءِ والمشايخِ جورَ الصَّحافةِ وبغيَ الباطنية، وما أعتذرَ لأجلِهم الوزراءُ والسُّفراء، في حينِ أحجمتْ أكثرُ الصُّحفِ والقنواتِ الفضائيةِ عنْ نصرةِ (مواطنيها)!

ولمْ يستفدْ أحدٌ منْ حميةِ ساسةِ الشيعةِ وكتَّابِهم لمرجعياتِهم؛ والحكمةُ لمَنْ نشدَها ماثلةٌ للعيان! وأخشى أنْ يُفسِّرَ البعضُ الصَّمتَ الرَّسميَ على أنَّه ضعفٌ يستدعي المزيدَ منْ الوقاحة.

وإذا قلَّبنا النَّظرَ فلنْ نجدَ سوى غيرةٍ مشكورةٍ منْ بعضِ العلماء، إضافةً إلى مقالاتٍ ودراساتٍ انتشرتْ عبرَ الانترنت لاستحالةِ نشرِها في الصُّحف، وإنَّ لهذهِ الصَّحافةِ موعدًا لنْ تُخلَفه يومَ تخرُّ صريعةً أوْ جريحةً أمامَ الإعلامِ الإليكتروني السائرِ بثقةٍ وحرية.

ونعيشُ اليومَ سُعارًا ضدَّ العلماءِ والدُّعاةِ لا يسعُ السُّكوتُ عنه ولا تجاهلُه، وسيمتدُّ هذا البلاءُ ليحرقَ كلَّ مَنْ يظنُّ نفسَه في منأىً منه إنْ لمْ نواجهه صفًّا واحدًا من خلالِ ما يلي:

• إعلانُ مواقفِ العلماءِ بصراحةٍ ووضوح، وقدْ أحسنَ سماحةُ المفتي بدحضه افتراءَ المالكي، ويستوي في هذا الواجبِ العلماءُ المنتسبونَ لجهاتِ رسميةِ والمستقلونَ عنها.

• تكوينُ رابطةٍ معلنةٍ لعلماءِ كلِّ بلد، عسى أنْ تكونَ نواةً لرابطةٍ عالميةٍ لعلماءِ الإسلام.

• اختصاصُ بعضِ المحتسبينَ والمحامينَ بملاحقةِ الصُّحفِ وكتَّابها لدى الجهاتِ القضائيةِ.

• حشدُ الجهودِ والآراءِ لنسخِ قرارِ حمايةِ الصَّحفيينَ منْ القضاءِ الشَّرعي؛ ولا مكانَ لليأس.

• دراسةُ التَّوافقِ الشيعي الليبرالي في المواقف، ليستبينَ سبيلُ المجرمينَ للمؤمنينَ وللغافلين.

• تركيزُ الاهتمامِ بالإعلامِ الإليكتروني، فهوَ أرحبُ منْ دهاليزِ وزارةِ الثَّقافةِ والإعلام.

• توجيهُ الرأي العامِ عبرَ خطبِ الجمعةِ دونَ إثارةِ المراقبين؛ وما أكثرهم.

إنَّ تشويهَ القضاءِ وانتقاصَ مقامِ العلماءِ يحملُ في طياتِه موقفًا سلبيًّا منْ الدَّولة، فالقضاءُ المستقلُ سرُّ تماسكِ أيِّ بلد، والعلماءُ خيرُ مَنْ يُستدفعُ بهم شرُّ الجفاةِ والغلاة، ولا أدري كيفَ سيكونُ الحالُ لو تطاولتْ الصُّحفُ على بعضِ خاصَّةِ الوزراءِ والمستشارين؟

أوْ كانَ النَّقدُ في محاضرةٍ أوْ خطبة؟

فإمَّا أنْ يُحفظَ للعلماءِ قدرُهم أوْ يكسرُ البابُ فلا أحدَ فوقَ النَّقدِ والمحاسبةِ بلا تجريحٍ أوْ افتراء.

ويؤسِفنا أنْ نوَّدِّعَ السَّنةَ المنصرمةَ ونستفتحَ الجديدةَ بهذا السُّوءِ تجاهَ العالمِ الفاضلِ المربي الشَّيخِ المنَّجدِ ونحوَ الشَّيخِ الدَّاعيةِ العريفي، وليتنا نتَّعظُ بسقوطِ أسطورةِ دبي التي كانتْ غاصَّةً بما يغضبُ الله، أوْ نعتبرُ بحوادثِ عامِ 1430 التي أصابتْ النَّاسَ في أنفسهِم وديارِهم بجدَّةَ والعيصِ وجازان، أوْ عمَّتْ الجميعَ بغلاءِ الأسعارِ ونقصِ الأموال، ويبقى العزاءُ أنَّ فينا مَنْ يدَّكرُ ويحتسبُ ويسعى في الإصلاحِ والعودةِ إلى الله ولوْ كرهَ المنافقونَ والضَّالونَ الذين ملئوا مابينَ الخافقينَ ضجيجا، ونورُ اللهِ باقٍ منصورٌ ولهم الرَّغامُ والانكسار.

25/ 1/ 1431هـ.

الكاتب: أحمد بن عبد المحسن العساف.

المصدر: موقع المسلم.